الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

هل تبدأ الشرطة أيضا باستخدام نظارات غوغل؟



قليلة هي التقنيات التي يترافق مع إطلاقها جدل واسع النطاق يتراوح ما بين دهشة وحماس وتشكيك، ولعل نظارات غوغل الذكية قد نالت مرتبة الشرف ما بين هذه التقنيات المثيرة للجدل من حيث التغطية الإعلامية والمناظرات التي تبعت إطلاقها.

ففي حين يعتبر بعض المتحمسين هذه التقنية استشراقاً لآفاق المستقبل من حيث قدرتها على الدمج ما بين العالمين الفيزيائي والرقمي، وإتاحة وصول أسرع وأسهل إلى كنوز المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت؛ يتخوف المشككون من العواقب التي قد تترتب على استخدام هذه التقنية لتسهيل انتهاك خصوصية الآخرين واقتحام مساحاتهم الشخصية.

ومع استمرار هذا الجدل واتساع رقعته، بدأت بوادر استخدام هذه التقنية واستثمار قدراتها على توفير المعلومات بسرعة وسهولة تداعب مخيلة أجهزة الشرطة في الولايات المتحدة، إذ باشرت شركة ميتوالينك، التي تتخذ من مدينة كونيكتيكت في الولايات المتحدة مقراً لها، بتسويق نظارات غوغل لإدارات الشرطة والإطفاء والسلامة في الولايات المتحدة وحول العالم.

فقد شاركت الشركة مؤخراً في مؤتمر "أبكو 2013" الذي يعتبر أكبر حدث لتقنيات وأنظمة الاتصال لقطاعات الأمن والسلامة العامة، في محاولة منها للتعريف بإمكانيات تقنية نظارات غوغل وكيفية استثمارها في أجهزة الشرطة والأمن والسلامة.

وتقدم شركة ميتوالينك مجموعة من التطبيقات المبنية على نظارات غوغل، منها على سبيل المثال تمكين رجال الإطفاء من استعراض خارطة المبنى الذي يحاولون إطفاءه أثناء عملهم ودون الحاجة إلى التعاطي مع هاتف ذكي أو حاسب محمول. 

إمكانات واسعة
وهناك أيضا تطبيقات تتيح لفرق الإسعاف الطبي الاطلاع على السجل الصحي للمريض عند إسعافه لكي يتمكنوا من أخذ ماضيه الصحي بعين الاعتبار عند تقييم حالته، واختيار العلاج الأمثل (كتجنب إعطائه دواءً قد يتعارض مع حالته الصحية أو قد يتسبب بأعراض جانبية مؤذية).

كما تتيح ميزة التصوير المرئي في نظارات غوغل لفرق الطوارئ إرسال بث مباشر لموقع الحدث إلى مركز المراقبة والتحكم لتتم دراسة الموقف وتقديم المساعدة أو الإرشادات الملائمة، كأن يتم مثلا إرسال تعزيزات إضافية لفريق الطوارئ في حال اكتشاف عدد أكبر من المتوقع من الضحايا أو المتضررين.

أما رجال الشرطة فسيتمكنون بواسطة نظارات غوغل من البحث عن صورة الشخص الذي ينظرون إليه ضمن قواعد بيانات الأشخاص المطلوبين والحصول على النتيجة خلال ثوانٍ معدودة. كما يمكنهم أيضاً الاطلاع على البث المباشر لكاميرات المراقبة المركبة في الأماكن المحيطة بالموقع المستهدف دون لفت انتباه أحد.

لكن الطريق أمام هذه التطبيقات ما زال طويلاً، فبالإضافة إلى التعقيدات التقنية التي ينبغي معالجتها فإن الفكرة ذاتها قد لا تلقى استحساناً لدى المسؤولين عن أجهزة الشرطة والسلامة العامة. هناك مثلاً محافظ مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ الذي صرّح بمعارضته لفكرة تزويد رجال الشرطة بأجهزة تصوير خفية مشابهة لنظارات غوغل، لأنها ستفتح الباب أمام احتمالات مجهولة قد لا تحمد عقباها.

وترد شركة ميتوالينك على هذه المخاوف بأن هذه الأجهزة لا تختلف من حيث المبدأ عن كاميرات المراقبة المستخدمة حالياً في كثير من الأماكن العامة لأغراض الأمن والحماية.



أما الحل الأمثل، والذي قد يكون مفتاح استخدام التقنيات المماثلة لنظارات غوغل في تطبيقات الأمن والسلامة العامة، فقد يكمن في تحقيق التوازن الصعب ما بين تمكين رجال الشرطة والإطفاء والإسعاف من القيام بعملهم بكفاءة وفاعلية، وتوفير الضمانات الملائمة لحماية خصوصية الآخرين.

وفي ضوء المعلومات المتواترة عن برامج التجسس الإلكتروني للحكومة الأميركية، قد يكون تحقيق هذا التوازن، أو إقناع العامة بإمكانية تحقيقه، في الوقت الراهن أمراً صعباً المنال.

المصدر:الجزيرة

Tags